سقاية دربي..
حين كنت طفلا..
كنت بطلا..
رأيت والدي يصوم..
قلت الصوم عظيم..
سيجعل مني رجلا..
أمسكت عن الطعام..
قبل الفجر أن يأفلا..
وعند الظهيرة..
خرجت امشي متنقلا..
وفي الشارع القديم..
رأيت سقاية..
بطنها بالماء مثقلا..
قلت في سري..
هذا خير عميم..
ووقفت أمامها..
ومددت يدي تحتها..
قائلا: والله العظيم..
أنا صائم مثل أمي وأبي..
رغم أني صبي..
فأنا حليم..
أريد حفنة ماء..
لأغسل وجهي ويدي..
ليس الا..؟
وربي بسري عليم..
مابالك ياسقاية دربي..؟
لاتصبين على يدي..
فأنا لاأنقض وعدي..
كالحريم..
صبي..صبي.. صبي..
فلست بلئيم..
لوكنت تعلمين ما في قلبي..
لعجلت بطلبي..
قبل أن أمدها هكذا..
لرب كريم..
وسيرحمني بقطر..
وستندمين..
على هذا الخلق الذميم..
صبي..صبي..
وتحاشي غضبي..
والا ستحشري مع الرجيم..
فأنا تقي..
رغم أني صبي..
آمن بربي...والنبي..
وأمي وأبي..
كلاهما بصومي عليم.
.
أنا لم يعلمني أبي..
أن أكون بخيلا..
أنفق ما في جيبي..
وربي على رزقي وكيلا..
صبي..صبي..
ياسقاية دربي..
فقد مللت الانتظار..
صبي ولونزرا قليلا..
والا قولي لي عد..
واتخذ الى بيتك سبيلا..
مالك خرساء..؟
وقلبك بخيلا..؟
فلا تحتقريني لاني صبي..
أم تعلمي أن الصبي..
كان نبيا ورسولا..؟
ربما عن حالي في الغيب.
سيكون جميلا..
وحين أكبر..
ربما سأصير رجلا جليلا..
لن أكون مثلك بخيلا..
سيفجر ربي فضله في راحتي..
وأسقي السقيم..والراغب..
والظامئ..والعليلا..
وأنت ستبقين جمادا..
وقلبك بخيلا..
وفي نظري..
ظلا ثقيـــلآ..
محمد منعم.
الرباط في:
20 غشت.2010