تجاوزت أهداف الفنان محمد أبو تريكة مع النادي الأهلي حاجز المائة هدف بعدما سجل 103 هدف بين بطولات محلية وقارية وعالمية مع القلعة الحمراء .. ومن بين هذه الأهداف كلها ربما لم ينفعل أبو تريكة بقوة مع أي هدف مثلما كان الحال مع هدفه الشهير في مرمى الصفاقسي وهو ما دفع الجميع للتأكيد على أن أبو تريكة لن ينفعل أبداً مثلما كان حاله في ملعب رادس قبل أربع سنوات.

ولكن انفعال أبو تريكة مع هدفه الأخير في مرمى الانتاج الحربي خيّب الظنون وأظهر أبو تريكة في حالة لم نعهدها عليه من قبل .. أبو تريكة الذي كان يكتفي بالجري وعمل "المروحة" الشهيرة حتى عندما سجل في شباك الزمالك في اللحظة الأخيرة من عمر المباراة في نهائي كأس مصر عام 2007 ظهر بشكل مغاير تماماً بعد هدفه في الانتاج .. فما السر في ذلك؟

هدف بضربة خلفية مزدوجة في الوقت القاتل من مباراة الانتاج كانت كفيلة بأن نرى أبو تريكة يخرج غضبه وضيقه وانفعاله لنرى أبو تريكة يصرخ لأول مرة ليتسائل الجميع عن أسرار هذا الانفعال .. فهل كان أبو تريكة يعلن عن عودة مارد الفن من داخله ليطلق تحذيره لعمالقة الترجي .. احذروا عودة أبو تريكة.

هل كان أبو تريكة يصرخ ليؤكد لجمهور الأهلي أن الوقت قد حان ليعود أفضل جمهور ليقف خلف فريقه مهما اختلفوا على الكثير من الأمور الفنية وغير الفنية ليبقى جمهور الأهلي هو قلب الفريق النابض وظهره الذي يعتمد عليه اللاعبون وقت الشدة؟

هل كان أبو تريكة يرد بالصرخة على كل من تحدث عن الشيخوخة التي ضربت "نجوم" النادي الأهلي ليطالبوهم بالاعتزال بعدما قدم مستوى في لقاء الانتاج الحربي أعاد للأذهان أبو تريكة ساحر اليابان وأفضل لاعبي القارة السمراء خلال السنوات الماضية؟

أياً كانت الأسباب .. فمستوى أبو تريكة ورفاقه في لقاء الأهلي والانتاج الحربي أعاد الحياة لجمهور النادي الأهلي لترتفع المعنويات وتعود الثقة في قدرة رجال النادي الأهلي على قهر الترجي والوصول لنهائي دوري أبطال أفريقيا.

لم يعد أمامنا سوى أيام قليلة على مواجهة الترجي .. وكما ننتظر من نجوم الأهلي بذل قصارى جهدهم في اللقاء المرتقب فجمهور الأهلي يعد نجومه بأن يجد ملعباً محاطاً بمائة ألف أسد لا يهتفون سوى بأسمائهم ولا يشجعون سواهم ولا يثيرون الرعب سوى في قلوب منافسيهم .. وليستجب الأهلاوية لصرخة أبو تريكة في الطريق نحو الامارات 2010 بإذن الله.

فنان يا ابو تريكة و انشاء الله تفو علي الترجي