نائب الإخوان المنشق.. ومِنْ خطف لخطف!! اضغط للتكبير مجدي عاشور يتلقى التهاني من أهالي دائرتة بعد فوزه بالمقعد البرلماني - صورة خاصة
12/6/2010 11:08:00 PM
بقلم - خالد البرماوي:أهو مختفي أم مختطف..؟ منسحب أم سيدخل الإعادة..؟ مَنْ مارس الضغوط عليه..؟ هل هو التنظيم السري لكي يمنعه من كسر تابوه الطاعة المطلقة لقرارات جماعة الإخوان المسلمين..؟ أم أجهزة الأمن نفسها هي من خطفته أو ضغطت عليه لكي يدخل الإعادة لتدق بذلك مسمار في قرار الجماعة بالانسحاب..؟؟؟عشرات الأسئلة لا تزال تبحث عن إجابة، حتى بعد أن رأينا جميعا مرشح الإخوان "مجدى عاشور" يشارك في الإعادة ويفرح بالفوز بالمقعد.. ظهر بعدها سؤال جديد هل سيُكمّل في المجلس أم سينسحب ويعود إلى حظيرة الإخوان؟لا أحد يمكن أن يدعي أنه يملك الحقيقة الكاملة في قصة نائب الإخوان المنشق مجدي عاشور، ولكن تجميع بعض الحقائق المتناثرة ربما يؤدي إلى رسم صورة توضح لنا بعضًا مما حدث وقد يحدث!!في البداية.. أريد أن أوضح لماذا أطلقت عليه منشق.. ببساطة لأن الجماعة قررت الانسحاب، لكنه ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه خالف هذا الإجماع - برضاه أو مكره هذه قضية أخرى – وشارك بالفعل، وإن كنت اعتقد انه كل ما قاله وفعله مؤخرًا كان نتيجة لضغوط شديدة وقهرية مورست ضده، سواء كانت من الجماعة أو الأمن أو حتى وأسرته وأهل بلدته.. ولكن في نهاية الأمر، أصبحنا أمام أول حالة انشقاق داخل الجماعة.. هذه القصة وما حدث في الانتخابات المفترض أن تكون درس للإخوان المسلمين ليحاسبوا أنفسهم.. ويفيقوا بعد خطيئة الاشتراك في انتخابات أي مراهق سياسة توقع ما سيحدث فيها !!"أرجوك أهدأ.. واسمعني بتروي حتى النهاية".. كلماتي هذه لأصحاب الأفكار والردود المعلبة التي تهاجم وتدافع دون أن تفكر أو تستطعم الكلام.. ما أريد أن أقوله: إن هذا الفيلم البوليسي الذي عشنا معه في اليومين الماضيين.. وضعنا أمام حقيقة أن الجميع "ملطوط" سواء كان الأخوان أو الأمن أو حتى أهل بيته وأنصاره.نعود لقصة عاشور.. اسمه بالكامل مجدى سليمان عاشور، مواليد 10/ 12/ 1965، بقرية البركة بحي المرج، يعمل في محافظة القاهرة في إدارة تركيبات أعمدة الإنارة، قبل أن يدخله الإخوان معمعة السياسية في الانتخابات الماضية 2005، لم يكن يعرفه احد.. رجل طيب صاحب صوت عذب في الصلاة وخطيب مسجد معتمد من وزارة الأوقاف.. الجميع يشهد له بحسن الخلق وحب الخير وخدمة الناس.ولكنه لم يكن أبدًا من عائلة ذات نفوذ في قريته أو تملك أموال وأطيان، موظف مصري بسيط.. اذكر أن أغلب التوقعات المتفائلة في أول انتخابات يخوضها قبل خمس سنوات لم تكن تتوقع له أن يحصل على أكثر من 500 صوت، ولكنه فعلها وفاز بعد الإعادة مع مرشح العمال وطني.. وذلك طبعًا بفضل قوة تنظيم الإخوان وسحر عبارة "الإسلام هو الحل".أما قصة اختفائه أو اختطافه سأسردها معكم كما سمعت وشاهدت الكثير منها.. البداية مع حادثة اختفائه (أو خطفه) وشهادة ابن أخيه على ملابسات المشادة التي تمت بين عاشور وبعض عناصر الإخوان المسلمين، بعدها كان البلاغ الذي قدمه أخيه ليبلغ عن باختفائه ويتهم الإخوان المسلمين صراحة باختطافه وذلك ظهر يوم الجمعة..نسيت أن أذكر لكم أن هناك فيديو يؤكد انسحاب عاشور ظهر يوم الجمعة أيضًا على موقع "شرق اونلاين" التابع للجماعة، ثم وزع بيان يؤكد ذلك الانسحاب رضوخًا على إجماع الإخوان المسلمين بعد صلاة الجمعة في مختلف أنحاء الدائرة وتم حبس ثلاثة ممن كانوا يوزعون هذا البيان.وقبل أن ينتهي يوم الجمعة جابت حي المرج سيارات نصف نقل محملة بميكرفونات تؤكد أنه سيشارك في الانتخابات !!.. في اليوم التالي السبت 4 ديسمبر.. ظهر مجدى عاشور ووزعت وزارة الداخلية بيان صحفي "غريب"، يؤكد أن ما يسمى التنظيم السري لجماعة الإخوان المسلمين قاموا باختطاف عاشور في الإسكندرية !!وقيل أن الأمن تحفظ عليه من وقتها.. ولكن حديثه هاتفيًا لبرنامج "مصر النهاردة"، وهو برنامج حكومي، يجعلنا نفكر في هذا المعلومة مرة أخرى.. خاصة تأكيده بأنه غير مختطف وأنه ملتزم بقرار المقاطعة، وقال بالحرف "الإخوان لا يخطفون أحدًا".وبعدها شوهد بشكل مؤكد بصحبة رجال الأمن يجوبون بعض مناطق الدائرة عشية الانتخابات في سيارة ملاكي، ثم اختفى، وقيل بصورة غير مؤكدة إنه ظهر يوم الانتخابات في بعض اللجان، في هذا الوقت.. انقسمت عائلته فريقين.. أهل بيته (زوجته وابنتيه، وزوجا ابنتيه)أخذوا يرددون أن الأمن هو من يضغط عل مجدي عاشور لكي يشارك في الانتخابات رغمًا عنه، وقام أهل بيته بعمل حمله مضادة يوم الانتخابات لكي لا ينتخبه أحد.. والفريق الثاني تشكل من أخيه وابن أخيه وبعض أبناء عمه والعديد من أهالي بلدته، وهؤلاء قاموا بتكثيف الدعاية لصالحة.. وقيل أن عناصر من الأمن والوطني كانت تدعوا لانتخابه أيضًا!!ساعة الفرز.. فوجئ الحضور في مدرسة النصر بمصر الجديدة، بدخول مجدى عاشور قبيل إعلان النتيجة بساعة تقريبًا، رغم أن مئات الجماهير خارج لجنة الفرز لم يشاهدوه وهو يدخل !! وكانت علامة القلق والترقب واضحة عليه.. ورفض التعليق فور وصوله علي ظروف اختفائه منذ ثلاثة أيام عن بيته.. ثم عاد وأكد أن الإخوان لم يخطفوه..بعد إعلان النتيجة التي أعلنت فوز عاشور بالمقعد البرلماني أكد سعادته بالفوز، وقال: "حب الأهالي هو ما دفعني إلى استكمال الطريق حتي النهاية"، وأبدى عاشور رغبته في العودة لصفوف الإخوان المسلمين، وقال حرفيًا "اتمنى العودة.. ولكن دون التخلي عن العضوية".إلى هنا.. ويبدو أن القصة قاربت على الانتهاء.. ولكن صباح ثاني يوم له وهو رسميًا عضو في البرلمان.. رفضت لجنة الاستقبال بمجلس الشعب استخراج "كارنية" عضوية له، بحجة أن هناك تعليمات أمنية بعدم استخراجها له، بعدها ظهر في النيابة، وأكد مجددًا أن الإخوان لم يخطفوه، ولكن قال أنه تعرض لـ"ضغوط وتقييد لحريته".. وقيل أن تم الإفراج عنه بعدما ادعت أجهزة الأمن إنهم أعضاء التنظيم السري.. بسبب أن محضر القضية أكد انه خُطِف في الإسكندرية بينما تم القبض عليه بالقاهرة!!ملحوظة: للعلم فقط، كل ما قيل في هذا التقرير مؤكد وموثق بتسجيلات وشهود عيان.. والمعلومات الغير مؤكدة راعيت أن اذكر أنها غير مؤكدة ..والله أعلى وأعلم..ولكن مهما اختلفنا واتفقنا فالقصة محيّرة وأحداثها لا تجعلنا نستقر على رواية صادقة تفسر ما حدث بأمانة..ما يمكن أن نطمئن له أن جميع أبطال هذه القصة "إن لم يكذبوا فلم يقولوا الحقيقة الكاملة".