إعداد: أحمد الشمسى
بدأت أصداء انتخابات مجلس الشعب
المقرر إجراؤها أواخر العام الحالي تتعالى باقتراب إعلان الحزب الوطني عن مرشحيه، ووسط دعوات قوى المعارضة بمقاطعتها في ظل عدم استجابة النظام لضمانات نزاهة الانتخابات التي طرحتها المعارضة.ففي مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية للكاتبة المصرية أهداف سويف تحت عنوان "يمكن للنظام تحديد انتخابات، لكنه لا يمكنه إصلاح الشعب المصري"، قالت فيه إنه مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في مصر ظهرت أدلة على وجود العديد من المشاكل السياسية التي ظهرت على السطح، وآخر هذه المشاكل ما قام به النائب البرلماني محمد عبد العليم داوود، حيث رفع حذائه مع تعليق أمام كاميرات الإعلام قائلاً "حذائي أشرف من أي اتهام من الحزب الوطني الديمقراطي أو أي مسؤول في الحكومة لي".وأوضحت الكاتبة في مقالها أن محمد عبد العليم قدم طلبات إحاطة حول العلاج على نفقة الدولة، منتقدا الاستخدام السلبي للعلاج على نفقة الدولة والاتجار غير المشروع في العلاج الطبي الذي يمول عن طريق الدولة.وانتقلت سويف إلى الوضع السياسي مشيرة إلى أن مصر بحاجة إلى تغيير بداية من البرلمان مروراً بالحكومة وأخيرا الدستور، مضيفة أن الفصيل الأكثر خطورة خلال هذه الانتخابات هو جماعة الإخوان المسلمين والتي فازت في انتخابات الشعب عام 2005 بـ 88 مقعد ويعتبرون نداً غير سهل للحزب الحاكم في مصر.وتابعت "لم يتغير المشهد السياسي العام منذ عام 2005 فجميع الأحزاب والحركات والتشكيلات التي ظهرت، عملت بلا غاية بينما جماعة الإخوان المسلمين نجحت في ذلك.وتناول المقال الحراك السياسي الذي أحدثه الدكتور محمد البرادعي قائلة "على السطح يظهر بالإضافة إلى جماعة الإخوان المسلمين؛ البرادعى وهو ذلك الرجل الذي يرتدى النظارة وعلى الرغم من انه ليس فارس الأحلام للشعب المصري إلا أن البعض يؤيدونه ويعتقدون انه الرجل المناسب خاصة بعد نجاحه في جمع 800,000 توقيع".وأضافت سويف: إلى ذلك كله يظهر الحرس القديم في الصورة، وهم رجال النظام المصري الذين ظلوا لأكثر من 30 عاما في السلطة ومن بينهم نجل الرئيس المصري جمال مبارك، و الحرس القديم يواجهون نقد من المجتمع المصري ولذلك فمن الأمان لمصر أن يرشح الرئيس المصري حسنى مبارك نفسه للرئاسة دون أن يطرح اسم نجله جمال على الساحة".وأشارت سويف إلى أنه مع كل هذه التطورات على الساحة السياسية اتجه الحزب الوطني إلى الطرق التقليدية والتي تعتمد على التخويف والترهيب عن طريق استعمال العصا،حيث اعتقلت الشرطة المصرية في وقت سابق شادي الغزالي أخصائي زرع الكبد ومحاضر في جامعة القاهرة، واعتقلت الشرطة شادي من مطار القاهرة أثناء طريقه إلى لندن لحضور امتحان الكلية الملكية للجراحين، وهو أحد الناشطين والمؤيدين للدكتور محمد البرادعى.وذكرت الكاتبة في المقال أنه بعد هذه "البلطجة" التي قامت بها الشرطة المصرية في مواجهة معارضيها ، ردت بعض الحركات السياسية هذا الأسبوع بالدعوة إلى مقاطعة الانتخابات، حيث يعتقدون أن المقاطعة ستفقد الانتخابات شرعيتها ولكن هذه الحركات لا تعرف بأن النظام المصري غير شرعي في الأساس.وتساءلت لماذا يتم تسليم البلاد إلى الحزب الوطني الحاكم على طبق من ذهب؟، خاصة وان الجميع يقاطعون الانتخابات، وتابعت " في عام 2005 رأينا الناس تتسابق للوصول إلى مراكز الاقتراع، رأينا إصرار شعبي على الحق في التصويت"، وطالبت الكاتبة في مقالها المصريين بالعمل على حكم أنفسهم، بحيث يقتصر دور النظام على إعلان النتائج فقط.